السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
هذه بعض الأبحاث والرأي العام عن مادة الوطنية نترككم مع الموضوع..
تبرز إلى السطح قضية مادة التربية الوطنية في التعليم العام، حيث يرى كثير من التربويين ان المادة ورغم أنها تحمل هذا الاسم الرائع وهذه القيمة الإنسانية الغالية والتي يجب أن نحسن غرسها في نفوس النشء، إلا أنها بوضعها الحالي لا تفي بالغرض الذي من اجله تم وضعها وإدخالها ضمن المقرر الدراسي في التعليم العام، حيث انها لم تعط حقها كمادة حيوية يعول عليها كثيرا في غرس مفاهيم الوطنية وحب الوطن في نفوس الناشئة . جريدة ''المدينة''.. تسلط الضوء على واقع هذه المادة عبر هذا الاستطلاع لآراء عدد من الطلاب والتربويين .
غير مهمة
بداية يقول الطالب سلطان سعد المطيري: مادة الوطنية مادة غير مهمة ومدرس المادة لا يحضر لحصتها إلا نادرا، وبعد شهر أو شهرين نقرأ مواضيع المقرر كله دفعة واحدة في حصة او حصتين !! ويستطرد المطيري: أنا شخصيا لا أذاكر هذه المادة أبداً، لان القائمين على تدريسها يغرسون في الطلاب الإحساس بعدم أهميتها من خلال عدم الانتظام في تدريسها او تحويل حصصها لصالح مواد أخرى . ويؤيده في ذلك الطالب رشيد حسين بالقول: في بعض الأحيان يقوم مدرس الرياضة بتدريسنا مادة الوطنية، ويسمح لنا بالخروج للعب الكرة، وفي احايين كثيرة ينقضي الفصل الدراسي بكامله دون ان ندرس موضوعا واحدا من المادة، ليقوم المعلم المكلف بتدريسها قبل الاختبار بأيام بتحديد صفحات معدودة من المقرر ليجري عليه الاختبار.
ويتساءل (نجم غراب) الطالب في المرحلة المتوسطة: كيف تريدونا ان نستشعر أهمية مادة التربية الوطنية، والقائمون على تدريسها يتعاملون معها وكأنها مادة زائدة او لا لزوم لها؟.
وكيف تكون ذات أهمية وهي ليس فيها نجاح او رسوب ؟
إعادة نظر
ويبدي سعد دخيل الله- معلم اجتماعيات- وجهة نظره ازاء موضوع مادة الوطنية بالقول: التربية الوطنية مادة مهمة ولكن أهميتها وقوتها تعتمد على طريقة تدريسها للطلاب ، فالمعلم الذي يقوم بتدريسها يستطيع أن يجعلها شيقة ومحببة لدى الطلاب، وبالمقابل يستطيع أن يجعل منها مادة مملة وهامشية، الا انه وبشكل عام يجب إعادة النظر في كثير من مواضيع هذه المادة لتداخلها مع مواضيع في مواد أخرى . ويروي عمر المطيري معلم رياضيات تجربته في تدريس هذه المادة التي أسندت إليه في بعض السنوات بالقول: أصبت بحرج شديد لأني ليس لدي خلفية عنها ومع اجتهادي في تقديمها، إلا أنني احسست بالتقصير ولو كان هناك شخص متخصص لكان أجدر بتدريس هذه المادة المهمة .
لا هوية لها !!
من جانبه يعبر مدير متوسطة عثمان بن طلحة بالرياض محمد سعد العنزي ، عن رأيه في ان مادة الوطنية مادة لا هوية لها فهي عبارة عن مواضيع متنوعة مأخوذة من مواد أخرى ، بعضها دينية وبعضها تاريخية وبعضها حتى جغرافية ، وأنا أرى أن تبقى هذه المواضيع في موادها الأساسية وتلغى هذه المادة خاصة وأنها لا نجاح فيها ولا رسوب ولا يوضع دور ثان للراسبين فيها .
فيما يؤكد حسان السفياني تخصص اجتماعيات بالمرحلة المتوسطة أن مادة الوطنية مادة مهمة ويجب أن تكون مادة أساسية وأن يعتمد فيها النجاح والرسوب ولكن بشرط أن تغير المواضيع الحالية لتصبح فعلاً اسماً على مسمى بحيث تتحدث المادة عن قيمة الوطنية عند الإنسان وكيف نحب الوطن وكيف نحميه ونحارب من أجله وهكذا .
أما رئيس قسم الاجتماعيات بتعليم الطائف عبدالله سعيد الشهري ، فيقول : مادة التربية الوطنية مادة غير مهمشة بل قوية ومفعّلة ، الا انها تحتاج لبعض التنظيم لأن فيها بعض الموضوعات المكررة من مواد أخرى .
الوطنية ليست مادة تدرس
ويخالفه الرأى الدكتور سليمان العقيل مدير قسم علم الاجتماع بجامعة الملك سعود بالقول: ان التربية الوطنية ليست مادة تدرس أساساً، لان التربية الوطنية وحب الوطن وحب الدين ليست مواد تدرس ولا يمكن أن تكون كذلك فهي قيم اجتماعية وثقافية ودينية تغرس في الأجيال، في المدرسة من خلال المناهج اللاصفية وفي الأسرة من خلال الوالدين ومن خلال الإعلام المرئي والمكتوب والمقروء ومن خلال المسجد وما يبث فيه
التحصين ضد الانحرافات الفكرية
وفيما رفض المسؤولون بوزارة التربية والتعليم التعليق على هذا الموضوع مكتفين بالقول ان الوزارة تقوم بتطوير المناهج من سنة لأخرى بالشكل الذي يناسب أبناءنا الطلاب، اكد احد المشرفين التربويين - والذي رفض الإفصاح عن اسمه - ان مادة التربية الوطنية يجب أن تعاد صياغتها لمواكبة التطورات التي تحدث في الوطن ويجب أن يكون الهدف الأول والأخير هو غرس حب الوطن في أبنائنا لنخرج جيلا محبا لوطنه محصنا ضد كل الانحرافات الفكرية، لأن مادة الوطنية بشكلها الحالي لا تفي بالغرض. من جانبه اكد مديرعام المناهج بوزارة التربية والتعليم الدكتور عبد العزيز الرويس ان ليس هناك رضا تام عن الشكل الحالي لمادة التربية الوطنية، مشيرا الى ان الوزارة تبنت فكرة طرح المادة للبحث وتم تكوين فريق عمل من إدارة البحوث بالوزارة لهذا الغرض ...
هذه بعض الأبحاث والرأي العام عن مادة الوطنية نترككم مع الموضوع..
تبرز إلى السطح قضية مادة التربية الوطنية في التعليم العام، حيث يرى كثير من التربويين ان المادة ورغم أنها تحمل هذا الاسم الرائع وهذه القيمة الإنسانية الغالية والتي يجب أن نحسن غرسها في نفوس النشء، إلا أنها بوضعها الحالي لا تفي بالغرض الذي من اجله تم وضعها وإدخالها ضمن المقرر الدراسي في التعليم العام، حيث انها لم تعط حقها كمادة حيوية يعول عليها كثيرا في غرس مفاهيم الوطنية وحب الوطن في نفوس الناشئة . جريدة ''المدينة''.. تسلط الضوء على واقع هذه المادة عبر هذا الاستطلاع لآراء عدد من الطلاب والتربويين .
غير مهمة
بداية يقول الطالب سلطان سعد المطيري: مادة الوطنية مادة غير مهمة ومدرس المادة لا يحضر لحصتها إلا نادرا، وبعد شهر أو شهرين نقرأ مواضيع المقرر كله دفعة واحدة في حصة او حصتين !! ويستطرد المطيري: أنا شخصيا لا أذاكر هذه المادة أبداً، لان القائمين على تدريسها يغرسون في الطلاب الإحساس بعدم أهميتها من خلال عدم الانتظام في تدريسها او تحويل حصصها لصالح مواد أخرى . ويؤيده في ذلك الطالب رشيد حسين بالقول: في بعض الأحيان يقوم مدرس الرياضة بتدريسنا مادة الوطنية، ويسمح لنا بالخروج للعب الكرة، وفي احايين كثيرة ينقضي الفصل الدراسي بكامله دون ان ندرس موضوعا واحدا من المادة، ليقوم المعلم المكلف بتدريسها قبل الاختبار بأيام بتحديد صفحات معدودة من المقرر ليجري عليه الاختبار.
ويتساءل (نجم غراب) الطالب في المرحلة المتوسطة: كيف تريدونا ان نستشعر أهمية مادة التربية الوطنية، والقائمون على تدريسها يتعاملون معها وكأنها مادة زائدة او لا لزوم لها؟.
وكيف تكون ذات أهمية وهي ليس فيها نجاح او رسوب ؟
إعادة نظر
ويبدي سعد دخيل الله- معلم اجتماعيات- وجهة نظره ازاء موضوع مادة الوطنية بالقول: التربية الوطنية مادة مهمة ولكن أهميتها وقوتها تعتمد على طريقة تدريسها للطلاب ، فالمعلم الذي يقوم بتدريسها يستطيع أن يجعلها شيقة ومحببة لدى الطلاب، وبالمقابل يستطيع أن يجعل منها مادة مملة وهامشية، الا انه وبشكل عام يجب إعادة النظر في كثير من مواضيع هذه المادة لتداخلها مع مواضيع في مواد أخرى . ويروي عمر المطيري معلم رياضيات تجربته في تدريس هذه المادة التي أسندت إليه في بعض السنوات بالقول: أصبت بحرج شديد لأني ليس لدي خلفية عنها ومع اجتهادي في تقديمها، إلا أنني احسست بالتقصير ولو كان هناك شخص متخصص لكان أجدر بتدريس هذه المادة المهمة .
لا هوية لها !!
من جانبه يعبر مدير متوسطة عثمان بن طلحة بالرياض محمد سعد العنزي ، عن رأيه في ان مادة الوطنية مادة لا هوية لها فهي عبارة عن مواضيع متنوعة مأخوذة من مواد أخرى ، بعضها دينية وبعضها تاريخية وبعضها حتى جغرافية ، وأنا أرى أن تبقى هذه المواضيع في موادها الأساسية وتلغى هذه المادة خاصة وأنها لا نجاح فيها ولا رسوب ولا يوضع دور ثان للراسبين فيها .
فيما يؤكد حسان السفياني تخصص اجتماعيات بالمرحلة المتوسطة أن مادة الوطنية مادة مهمة ويجب أن تكون مادة أساسية وأن يعتمد فيها النجاح والرسوب ولكن بشرط أن تغير المواضيع الحالية لتصبح فعلاً اسماً على مسمى بحيث تتحدث المادة عن قيمة الوطنية عند الإنسان وكيف نحب الوطن وكيف نحميه ونحارب من أجله وهكذا .
أما رئيس قسم الاجتماعيات بتعليم الطائف عبدالله سعيد الشهري ، فيقول : مادة التربية الوطنية مادة غير مهمشة بل قوية ومفعّلة ، الا انها تحتاج لبعض التنظيم لأن فيها بعض الموضوعات المكررة من مواد أخرى .
الوطنية ليست مادة تدرس
ويخالفه الرأى الدكتور سليمان العقيل مدير قسم علم الاجتماع بجامعة الملك سعود بالقول: ان التربية الوطنية ليست مادة تدرس أساساً، لان التربية الوطنية وحب الوطن وحب الدين ليست مواد تدرس ولا يمكن أن تكون كذلك فهي قيم اجتماعية وثقافية ودينية تغرس في الأجيال، في المدرسة من خلال المناهج اللاصفية وفي الأسرة من خلال الوالدين ومن خلال الإعلام المرئي والمكتوب والمقروء ومن خلال المسجد وما يبث فيه
التحصين ضد الانحرافات الفكرية
وفيما رفض المسؤولون بوزارة التربية والتعليم التعليق على هذا الموضوع مكتفين بالقول ان الوزارة تقوم بتطوير المناهج من سنة لأخرى بالشكل الذي يناسب أبناءنا الطلاب، اكد احد المشرفين التربويين - والذي رفض الإفصاح عن اسمه - ان مادة التربية الوطنية يجب أن تعاد صياغتها لمواكبة التطورات التي تحدث في الوطن ويجب أن يكون الهدف الأول والأخير هو غرس حب الوطن في أبنائنا لنخرج جيلا محبا لوطنه محصنا ضد كل الانحرافات الفكرية، لأن مادة الوطنية بشكلها الحالي لا تفي بالغرض. من جانبه اكد مديرعام المناهج بوزارة التربية والتعليم الدكتور عبد العزيز الرويس ان ليس هناك رضا تام عن الشكل الحالي لمادة التربية الوطنية، مشيرا الى ان الوزارة تبنت فكرة طرح المادة للبحث وتم تكوين فريق عمل من إدارة البحوث بالوزارة لهذا الغرض ...
