بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد أيها المسلمون :
في كل صباح يخرج الناس إلى أعمالهم ومدارسهم ، ويبقون فيها إلى ما بعد الظهر ثم يعودون إلى بيوتهم ثم يستيقظون من غفلتهم بعد العصر أو بعد المغرب وينتشرون في الأسواق والمطاعم والمنتزهات ونحوها .. ثم يعودون بعد يوم حافل بالشهوات وتضييع الأوقات إلى النوم والاسترخاء .. لقد بذلوا أموالهم وأوقاتهم وجهودهم من أجل الدنيا وشهواتها .
ولو سألت أحدهم ماذا قدمت للإسلام في هذا اليوم الحافل ..لكان الجواب .. لاشيء..نعم لاشيء.. لقد قدم لملء بطنه وقضاء شهوته الشيء الكثير ..بل ربما هدم الإسلام وحارب تعاليمه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وقدم خدمات جليلة للشيطان وأعوانه..
أيها الأخوة : ..هذه مقدمه للدخول في موضوع خطبتنا لهذا اليوم والتي هي بعنوان ( ماذا قدمت للإسلام ؟؟)
أيها الأخوة في الله :
إن نعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى .. فهو سبحانه قد خلقنا من عدم ... وكبرنا من صغر ... وعلمنا من جهالة ... وهدانا من ضلالة .. وكسنا من بعد عري .. وأغنانا من بعد فقر .. وجعلنا نسير على هذه الأرض مطمئنين .. نأكل من خيراته .. ونتمتع بنعمه و كراماته .. لم يجعلنا طيرا في الهواء .. ولا سمكا في الماء .. ولم يجعلنا حيوانا لا يعرف الألف من الباء ..
رزقنا السمع والبصر والفؤاد ..وفضلنا على كثير من خلق تفضيل .. يقول تعالى { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ .. وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ .. وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} الإسراء
ويقول سبحانه { أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ }
ويقول سبحانه ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ، وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ، وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ، وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وآتاكم مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ..وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا .. إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }
أيها الأحباب :
وبعد هذه النعم العظيمة ماذا قدم كل منا للإسلام ؟؟ .. خصوصا في هذا الأيام التي أعلن فيها الحرب صراحة على الإسلام باسم الإرهاب ؟؟
ماذا قدمنا لديننا ؟ كل منا يسال نفسه ثم يجيب عليها ..فهو الخصم والحكم . كل منا ينظر إلى الموقع الذي يمارس حياته من خلاله ، ثم يرى ماذا قدم لدينه وأمته؟؟
فالرجل في بيته على سبيل المثال :
ما هي الوسائل التي اتبعها في نشر دين الله بين أفراد أسرته وعائلته ؟
هل عرض عليهم دين الله تعالى كما ينبغي؟؟
هل قام بنفسه أو مع غيره بتعليمهم ما يحتاجونه من أمور الدين ؟؟
هل ألزمهم بتعاليم الدين في جميع شؤون حياتهم ؟؟ أم أنه تشبه بالكفار وقام بدورهم ، فاحضر لأسرته ما يصدهم ويبعدهم عن دينهم ؟ من تلفاز وقنوات فضائية ، وآلا تصدع بالموسيقى ، ونحو ذلك من وسائل الفساد ..وأصبح من الذي قال الله تعالى فيهم ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )
والرجل في وظيفته ماذا قدم لدينه ؟؟ فان كان رئيسا ما هو الخير الذي نشره بين موظفيه ومرءوسيه ومراجعي دائرته ؟؟ ما هي السنن التي أحياها من خلال تسلمه لكرسي الرئاسة الذي سيزول قريبا ؟ هل نشر الدين الحب والتعاون بين أفراد مؤسسته ودائرته ؟؟ هل انضبط في أدائه ، وظهر بمظهر إسلامي متميز ؟؟ هل قرب المبدعين والمخلصين وشجعهم ودربهم وأشاد بهم ، وحاول إبرازهم ؟؟ أم انه أصابه الغرور وظن انه سيملك الكرسي ، فأصبح يتصرف فيه كما يتصرف الطفل بلعبته ؟ لا يهمه إلا مصلحته الشخصية فقط ، ولا يفكر في المصلحة العامة.. فأصبح يمارس الظلم الإداري والنفسي على مرؤوسيه .. فحرمهم من ابسط حقوقهم ، بل تسلق على أكتافهم ، وسرق إنجازاتهم ونسبها لنفسه .. مما قتل الإبداع في نفوسهم ، فانظموا إلى آلاف المحبطين في العالم الإسلامي ..
أما الموظف فنسأله ماذا فعل لمؤسسته ودائرته ؟؟ هل عامل زملائه معاملة إسلامية ، وحاول أن يدلهم على الخير ، ويحثهم على التعاون والانضباط في العمل ، والظهور بمظهر المسلم الحق ؟؟ هل حاول أن ينشر الدعوة إلى الله بين زملائه ومراجعيه ومرؤوسيه ، بالدعاء والكلام الطيب ، والأخلاق العالية ، والمعاملة الصادقة.. أو بتوزيع الشريط والكتاب والمجلة النافعة؟؟
أم انه تحول من عضوا مهم فاعل في المؤسسة الخاصة أو العامة ، إلى مثبط ومفرق لصفوف العاملين من حول ، وأصبح يتزلف إلى رئيسه على حساب إخوانه ، بل قد يقوم بدور الكفار بتبنيه لنشر الفاحشة والفساد بين إخوانه ومراجعيه.
س: والرجل في حيه ماذا قدم لجيرانه ؟ هل زوراهم في الله ، هل تفقد أحوالهم واحتياجاتهم ؟؟ هل نصحهم عن الأخطاء التي يمارسونها ؟؟ هل دلهم على الخير حثهم عليه ؟؟ فجعل من نفسه أبا لصغيرهم وولدا لكبيرهم ، وأخا لمن هو في سنه. أم انه تقوقع وعاش حالت كمون دائم في قعر بيته ، لا يهمه أحد من الجيران مات أو مرض أو أصيب ؟؟ بل ربما قام بأذيتهم بإزعاجهم بالأصوات المختلفة ، أو بترك أولاده أمام الأبواب وفي الشوارع يؤذون خلق الله ، يدخنون ويجاهرون بترك الصلاة لإفساد شباب الحي ، إضافة إلى تخلفه عن صلاة الجماعة أو بعض فروضها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد أيها المسلمون :
في كل صباح يخرج الناس إلى أعمالهم ومدارسهم ، ويبقون فيها إلى ما بعد الظهر ثم يعودون إلى بيوتهم ثم يستيقظون من غفلتهم بعد العصر أو بعد المغرب وينتشرون في الأسواق والمطاعم والمنتزهات ونحوها .. ثم يعودون بعد يوم حافل بالشهوات وتضييع الأوقات إلى النوم والاسترخاء .. لقد بذلوا أموالهم وأوقاتهم وجهودهم من أجل الدنيا وشهواتها .
ولو سألت أحدهم ماذا قدمت للإسلام في هذا اليوم الحافل ..لكان الجواب .. لاشيء..نعم لاشيء.. لقد قدم لملء بطنه وقضاء شهوته الشيء الكثير ..بل ربما هدم الإسلام وحارب تعاليمه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وقدم خدمات جليلة للشيطان وأعوانه..
أيها الأخوة : ..هذه مقدمه للدخول في موضوع خطبتنا لهذا اليوم والتي هي بعنوان ( ماذا قدمت للإسلام ؟؟)
أيها الأخوة في الله :
إن نعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى .. فهو سبحانه قد خلقنا من عدم ... وكبرنا من صغر ... وعلمنا من جهالة ... وهدانا من ضلالة .. وكسنا من بعد عري .. وأغنانا من بعد فقر .. وجعلنا نسير على هذه الأرض مطمئنين .. نأكل من خيراته .. ونتمتع بنعمه و كراماته .. لم يجعلنا طيرا في الهواء .. ولا سمكا في الماء .. ولم يجعلنا حيوانا لا يعرف الألف من الباء ..
رزقنا السمع والبصر والفؤاد ..وفضلنا على كثير من خلق تفضيل .. يقول تعالى { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ .. وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ .. وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} الإسراء
ويقول سبحانه { أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ }
ويقول سبحانه ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ، وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ، وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ، وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وآتاكم مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ..وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا .. إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }
أيها الأحباب :
وبعد هذه النعم العظيمة ماذا قدم كل منا للإسلام ؟؟ .. خصوصا في هذا الأيام التي أعلن فيها الحرب صراحة على الإسلام باسم الإرهاب ؟؟
ماذا قدمنا لديننا ؟ كل منا يسال نفسه ثم يجيب عليها ..فهو الخصم والحكم . كل منا ينظر إلى الموقع الذي يمارس حياته من خلاله ، ثم يرى ماذا قدم لدينه وأمته؟؟
فالرجل في بيته على سبيل المثال :
ما هي الوسائل التي اتبعها في نشر دين الله بين أفراد أسرته وعائلته ؟
هل عرض عليهم دين الله تعالى كما ينبغي؟؟
هل قام بنفسه أو مع غيره بتعليمهم ما يحتاجونه من أمور الدين ؟؟
هل ألزمهم بتعاليم الدين في جميع شؤون حياتهم ؟؟ أم أنه تشبه بالكفار وقام بدورهم ، فاحضر لأسرته ما يصدهم ويبعدهم عن دينهم ؟ من تلفاز وقنوات فضائية ، وآلا تصدع بالموسيقى ، ونحو ذلك من وسائل الفساد ..وأصبح من الذي قال الله تعالى فيهم ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )
والرجل في وظيفته ماذا قدم لدينه ؟؟ فان كان رئيسا ما هو الخير الذي نشره بين موظفيه ومرءوسيه ومراجعي دائرته ؟؟ ما هي السنن التي أحياها من خلال تسلمه لكرسي الرئاسة الذي سيزول قريبا ؟ هل نشر الدين الحب والتعاون بين أفراد مؤسسته ودائرته ؟؟ هل انضبط في أدائه ، وظهر بمظهر إسلامي متميز ؟؟ هل قرب المبدعين والمخلصين وشجعهم ودربهم وأشاد بهم ، وحاول إبرازهم ؟؟ أم انه أصابه الغرور وظن انه سيملك الكرسي ، فأصبح يتصرف فيه كما يتصرف الطفل بلعبته ؟ لا يهمه إلا مصلحته الشخصية فقط ، ولا يفكر في المصلحة العامة.. فأصبح يمارس الظلم الإداري والنفسي على مرؤوسيه .. فحرمهم من ابسط حقوقهم ، بل تسلق على أكتافهم ، وسرق إنجازاتهم ونسبها لنفسه .. مما قتل الإبداع في نفوسهم ، فانظموا إلى آلاف المحبطين في العالم الإسلامي ..
أما الموظف فنسأله ماذا فعل لمؤسسته ودائرته ؟؟ هل عامل زملائه معاملة إسلامية ، وحاول أن يدلهم على الخير ، ويحثهم على التعاون والانضباط في العمل ، والظهور بمظهر المسلم الحق ؟؟ هل حاول أن ينشر الدعوة إلى الله بين زملائه ومراجعيه ومرؤوسيه ، بالدعاء والكلام الطيب ، والأخلاق العالية ، والمعاملة الصادقة.. أو بتوزيع الشريط والكتاب والمجلة النافعة؟؟
أم انه تحول من عضوا مهم فاعل في المؤسسة الخاصة أو العامة ، إلى مثبط ومفرق لصفوف العاملين من حول ، وأصبح يتزلف إلى رئيسه على حساب إخوانه ، بل قد يقوم بدور الكفار بتبنيه لنشر الفاحشة والفساد بين إخوانه ومراجعيه.
س: والرجل في حيه ماذا قدم لجيرانه ؟ هل زوراهم في الله ، هل تفقد أحوالهم واحتياجاتهم ؟؟ هل نصحهم عن الأخطاء التي يمارسونها ؟؟ هل دلهم على الخير حثهم عليه ؟؟ فجعل من نفسه أبا لصغيرهم وولدا لكبيرهم ، وأخا لمن هو في سنه. أم انه تقوقع وعاش حالت كمون دائم في قعر بيته ، لا يهمه أحد من الجيران مات أو مرض أو أصيب ؟؟ بل ربما قام بأذيتهم بإزعاجهم بالأصوات المختلفة ، أو بترك أولاده أمام الأبواب وفي الشوارع يؤذون خلق الله ، يدخنون ويجاهرون بترك الصلاة لإفساد شباب الحي ، إضافة إلى تخلفه عن صلاة الجماعة أو بعض فروضها.