المملكة العربية السعودية وجهودها لمكافحة الإرهاب :
قامت استراتيجيه المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب وفي إطار سياستها الثابتة على العديد من القواعد والمبادئ التي قامت الدولة عليها ومن أهم تلك القواعد والمبادئ ما يلي:
حماية الدين والأنفس والأموال والأعراض والعقول والأفكار وتحقيق الأمن للدولة وللمجتمع وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية التي نص نظام الحكم في المملكة على تطبيقها.
الاعتماد على مبادئ القانون الدولي، وعلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية والثنائية المتعلقة بحفظ الأمن والنظام ومكافحة الإرهاب.
تعزيز الأمن الدولي والمحلي وتوثيق التعاون بين الجميع في مجال مكافحة الإرهاب بما في ذلك تجريم الأعمال الإرهابية، والتعامل بحزم مع مرتكبيها وتبادل المعلومات عنهم، وتعقبهم، واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية بحقهم .
متابعة تنوع وتطور أساليب وأدوات وممارسة الإرهاب، وتحديث الأنظمة والإجراءات والآليات الخاصة بمكافحته
الاعتماد على التثقيف الديني والاجتماعي والأمني والمالي والتجاري في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله.
استخدام القوة بلا تعسف في القبض على المتورطين ومطاردتهم، وإعمال الحكمة، وإتاحة الفرصة لهم للتوبة ولتسليم أنفسهم لتلافي المزيد من الضحايا واستمرار الإرهاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاً ضد الإرهاب:
إن المملكة العربية السعودية كانت أكثر من غيرها من الدول العربية ضـحية للإرهـاب، فقد تـعرضت له أول مـا تعرضت له في محاولة اغتيال الملك المؤسس الملك عبدا لعزيز بن عبد الرحمن الفيصل في الحرم المكي الشريف في الخمسينات، كـما تـعرضت له في منشآت النفط ، وفي هـدم الجسور والكباري، واخـتطاف الشخصيات في السـتينات والسـبعينات، وتـعرضت له فـي أواسـط الأحياء وكنف المقدسات في الثمانينات والتسعينات، وتعرضت له بـعد ذلك بخطف الطائرات وتفجير السيارات ونسف المباني والاغتيالات ، ولم تخل أي عملية من هذه العمليات من أيد أجنبية ساعدت على المشاركة في التخطيط أو التمويل أو التنفيذ أو كلها جميعا فالمملكة إذاً ضحية للإرهاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معنى الإرهاب :
من حيث اللغة فالإرهاب مصدر أرهب يرهب إرهاباً من باب أكرم وفعله المجرد (رَهِب) , والإرهاب والخوف والخشية والرعب والوجل كلمات متقاربة تدل على الخوف إلا أن بعضها أبلغ من بعض في الخوف وإذا تتبعنا هذه المادة في القرآن الكريم مادة رَهِبَ أو أرهب وجدناها تدل على الخوف الشديد قال تعالى ( وإياي فارهبون ) أي خافوني , وقال تعالى ( ويدعوننا رغبا ورهبا ) أي طمعا وخوفا ,
وقال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) أي تخيفونهم .
قال ابن جرير : يقال منه أرهبت العدو ورهبته فأنا أرهبه وأرهِبه إرهابا وترهيبا وهو الرهب والرهب ومنه قول طفيل الغنوي : ويل أم حي دفعتم في نحورهم ... بني كلاب غداة الرعب والرَّهَب .
وقال ابن جرير : حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة ( واضمم إليك جناحك من الرهب ) أي من الرُعب وهذا التفسير للرَّهب بالرعب يدل على أن الرعب مرادف للرّهب وأن معناهما الخوف الشديد يؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم : (نصرت بالرعب مسيرة شهر ) أي الخوف .
هذا نموذج مختصر لبيان معنى الإرهاب في لغة العرب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما مفهوم الإرهاب في الشرع : فهو قسمان :
اولا : قسم مذموم ويحرم فعله وممارسته وهو من كبائر الذنوب ويستحق مرتكبه العقوبة والذم وهو يكون على مستوى الدول والجماعات والأفراد وحقيقته الاعتداء على الآمنين بالسطو من قبل دول مجرمة أو عصابات أو أفراد بسلب الأموال والممتلكات والاعتداء على الحرمات وإخافة الطرق خارج المدن والتسلط على الشعوب من قبل الحكام الظلمة من كبت الحريات وتكميم الأفواه ونحو ذلك .
ثانيا : إرهاب مشروع شرعه الله لنا وأمرنا به وهو إعداد القوة والتأهب لمقاومة أعداء الله ورسوله قال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) فهذه الآية الكريمة نص في أنه يجب على المسلمين أن يبذلوا قصارى جهدهم في التسليح وإعداد القوة وتدريب الجيوش حتى يَرهبهم العدو ويحسب لهم ألف حساب وهذا أعني وجوب الإعداد للمعارك مع العدو أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين سواء كان الجهاد جهاد دفع أو جهاد طلب لكن ينبغي أن يُعلم أن مجرد القوة المادية من سلاح وعدة وتدريب لا يكفي لتحقيق النصر على الأعداء إلا إذا انظم إليه القوة المعنوية وهي قوة الإيمان بالله والاعتماد عليه والإكثار من الطاعات والبعد عن كل ما يسخط الله من الذنوب والمعاصي فالمستقرئ للتاريخ يدرك صدق هذه النظرية قال تعالى ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال تعالى ( لقد نصركم الله في موطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) ولما كتب قائد الجيش في غزوة اليرموك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال في كتابه : إنا أقبلنا على قوم مثل الرمال فأَمِدَّنا بقوة وأمدنا برجال فكتب له عمر رضي الله عنه : ( بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب إلى قائد الجيش فلان بن فلان أما بعد : فاعلم أنكم لا تقاتلون عدوكم بقوتكم ولا بكثرتكم وإنما تقاتلونهم بأعمالكم الصالحة فإن أصلحتموها نجحتم وإن أفسدتموها خسرتم فاحترسوا من ذنوبكم كما تحترسون من عدوكم ) .
والأمثلة التي تدعم هذه النظرية كثيرة في التاريخ منها معركة اليرموك إذ كان العدو متفوقا على المسلمين من حيث العدد والعدة ، حيث بلغ على حسب إحدى الروايات مائة وعشرين ألف مقاتل من الروم مسلح بأسلحة حديثة كالمنجنيقات وقاذفات اللهب وغيرها ، وعدد المسلمين بضعة آلاف وعدتهم بدائية كالسيوف والرماح , ومع هذا انتصر المسلمون على أعدائهم لتحقق القوة المعنوية وهي الإيمان بالله والتوكل عليه .
مع تحياتي
محمد بغلف
قامت استراتيجيه المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب وفي إطار سياستها الثابتة على العديد من القواعد والمبادئ التي قامت الدولة عليها ومن أهم تلك القواعد والمبادئ ما يلي:
حماية الدين والأنفس والأموال والأعراض والعقول والأفكار وتحقيق الأمن للدولة وللمجتمع وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية التي نص نظام الحكم في المملكة على تطبيقها.
الاعتماد على مبادئ القانون الدولي، وعلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية والثنائية المتعلقة بحفظ الأمن والنظام ومكافحة الإرهاب.
تعزيز الأمن الدولي والمحلي وتوثيق التعاون بين الجميع في مجال مكافحة الإرهاب بما في ذلك تجريم الأعمال الإرهابية، والتعامل بحزم مع مرتكبيها وتبادل المعلومات عنهم، وتعقبهم، واتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية بحقهم .
متابعة تنوع وتطور أساليب وأدوات وممارسة الإرهاب، وتحديث الأنظمة والإجراءات والآليات الخاصة بمكافحته
الاعتماد على التثقيف الديني والاجتماعي والأمني والمالي والتجاري في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله.
استخدام القوة بلا تعسف في القبض على المتورطين ومطاردتهم، وإعمال الحكمة، وإتاحة الفرصة لهم للتوبة ولتسليم أنفسهم لتلافي المزيد من الضحايا واستمرار الإرهاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاً ضد الإرهاب:
إن المملكة العربية السعودية كانت أكثر من غيرها من الدول العربية ضـحية للإرهـاب، فقد تـعرضت له أول مـا تعرضت له في محاولة اغتيال الملك المؤسس الملك عبدا لعزيز بن عبد الرحمن الفيصل في الحرم المكي الشريف في الخمسينات، كـما تـعرضت له في منشآت النفط ، وفي هـدم الجسور والكباري، واخـتطاف الشخصيات في السـتينات والسـبعينات، وتـعرضت له فـي أواسـط الأحياء وكنف المقدسات في الثمانينات والتسعينات، وتعرضت له بـعد ذلك بخطف الطائرات وتفجير السيارات ونسف المباني والاغتيالات ، ولم تخل أي عملية من هذه العمليات من أيد أجنبية ساعدت على المشاركة في التخطيط أو التمويل أو التنفيذ أو كلها جميعا فالمملكة إذاً ضحية للإرهاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معنى الإرهاب :
من حيث اللغة فالإرهاب مصدر أرهب يرهب إرهاباً من باب أكرم وفعله المجرد (رَهِب) , والإرهاب والخوف والخشية والرعب والوجل كلمات متقاربة تدل على الخوف إلا أن بعضها أبلغ من بعض في الخوف وإذا تتبعنا هذه المادة في القرآن الكريم مادة رَهِبَ أو أرهب وجدناها تدل على الخوف الشديد قال تعالى ( وإياي فارهبون ) أي خافوني , وقال تعالى ( ويدعوننا رغبا ورهبا ) أي طمعا وخوفا ,
وقال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) أي تخيفونهم .
قال ابن جرير : يقال منه أرهبت العدو ورهبته فأنا أرهبه وأرهِبه إرهابا وترهيبا وهو الرهب والرهب ومنه قول طفيل الغنوي : ويل أم حي دفعتم في نحورهم ... بني كلاب غداة الرعب والرَّهَب .
وقال ابن جرير : حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة ( واضمم إليك جناحك من الرهب ) أي من الرُعب وهذا التفسير للرَّهب بالرعب يدل على أن الرعب مرادف للرّهب وأن معناهما الخوف الشديد يؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم : (نصرت بالرعب مسيرة شهر ) أي الخوف .
هذا نموذج مختصر لبيان معنى الإرهاب في لغة العرب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما مفهوم الإرهاب في الشرع : فهو قسمان :
اولا : قسم مذموم ويحرم فعله وممارسته وهو من كبائر الذنوب ويستحق مرتكبه العقوبة والذم وهو يكون على مستوى الدول والجماعات والأفراد وحقيقته الاعتداء على الآمنين بالسطو من قبل دول مجرمة أو عصابات أو أفراد بسلب الأموال والممتلكات والاعتداء على الحرمات وإخافة الطرق خارج المدن والتسلط على الشعوب من قبل الحكام الظلمة من كبت الحريات وتكميم الأفواه ونحو ذلك .
ثانيا : إرهاب مشروع شرعه الله لنا وأمرنا به وهو إعداد القوة والتأهب لمقاومة أعداء الله ورسوله قال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) فهذه الآية الكريمة نص في أنه يجب على المسلمين أن يبذلوا قصارى جهدهم في التسليح وإعداد القوة وتدريب الجيوش حتى يَرهبهم العدو ويحسب لهم ألف حساب وهذا أعني وجوب الإعداد للمعارك مع العدو أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين سواء كان الجهاد جهاد دفع أو جهاد طلب لكن ينبغي أن يُعلم أن مجرد القوة المادية من سلاح وعدة وتدريب لا يكفي لتحقيق النصر على الأعداء إلا إذا انظم إليه القوة المعنوية وهي قوة الإيمان بالله والاعتماد عليه والإكثار من الطاعات والبعد عن كل ما يسخط الله من الذنوب والمعاصي فالمستقرئ للتاريخ يدرك صدق هذه النظرية قال تعالى ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال تعالى ( لقد نصركم الله في موطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) ولما كتب قائد الجيش في غزوة اليرموك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال في كتابه : إنا أقبلنا على قوم مثل الرمال فأَمِدَّنا بقوة وأمدنا برجال فكتب له عمر رضي الله عنه : ( بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب إلى قائد الجيش فلان بن فلان أما بعد : فاعلم أنكم لا تقاتلون عدوكم بقوتكم ولا بكثرتكم وإنما تقاتلونهم بأعمالكم الصالحة فإن أصلحتموها نجحتم وإن أفسدتموها خسرتم فاحترسوا من ذنوبكم كما تحترسون من عدوكم ) .
والأمثلة التي تدعم هذه النظرية كثيرة في التاريخ منها معركة اليرموك إذ كان العدو متفوقا على المسلمين من حيث العدد والعدة ، حيث بلغ على حسب إحدى الروايات مائة وعشرين ألف مقاتل من الروم مسلح بأسلحة حديثة كالمنجنيقات وقاذفات اللهب وغيرها ، وعدد المسلمين بضعة آلاف وعدتهم بدائية كالسيوف والرماح , ومع هذا انتصر المسلمون على أعدائهم لتحقق القوة المعنوية وهي الإيمان بالله والتوكل عليه .
مع تحياتي
محمد بغلف